جرت يوم السبت 9 نونبر 2024 مباراة في كرة القدم بين الفريق الهولندي أجاكس امستردام و فريق من الكيان الصهيوني، و قد عرفت هذه المقابلة قبل و بعد، احداث شغب لا تمت للروح الرياضية بصلة، حيث تم الاعتداء على بعض المارة، و تحطيم ممتلكات الغير، و تخريب الممتلكات العمومية، الشيء الذي أدى فيما بعد إلى مواجهات عنيفة بين الجماهير، جمهور الفريق الصهيوني و بعض انصار الفريق المحلي، خاصة منهم المغاربة الذين هبوا لنجدة احدهم الذي تعرض لاعتداء من طرف الصهاينة.
و قد تناولت الحدث وساءل الاعلام بمختلف اشكالها، نظرا لترابطها بالحرب المعلنة على قطاع غزة، و ما يتعرض له من هجمة شرسة من طرف الكيان الصهيوني الذي ينتمي إليه الفريق الوافد على امستردام، و جمهوره الذي قدر بنحو ثلاثة آلاف عنصر، و قد حاولت بعض تلك الوسائل الإعلامية خاصة التابعة و المتعاطفة مع الكيان الصهيوني، و البروباغندا الإعلامية لهذا الاخير، الصاق تهمة البدا بالاعتداء على الجمهور الصهيوني و اعمال الشغب و التخريب كما العادة بالمهاجرين خاصة منهم العرب و المسلمون، و تبرءة الصهاينة من ذلك، و رفع تهمة معاداة السامية التي يستخدمها الصهاينة من اجل الضغط على مخالفيه.
و قد تم اعتقال عشرات من الشبان على خلفية المشاركة في تلك المواجهات، لكن بعد يومين تم اطلاق سراحهم عقب تاكد شرطة امستردام من ان الصهاينة هم من اثاروا ذلك الشغب، و هم من بداوا بالاعتداء على المواطنين اعتمادا على صور و فيديوهات صورت السلوكات الهمجية للصهاينة حتى قبل بداية المقابلة، و أثناء المقابلة رفضوا الامتثال لطلب الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا فيضانات فلنسيا الاسبانية، اما اعمال جمهور أجاكس امستردام و منهم المغاربة، فكانت مجرد ردود فعل عما اقترفه الصهاينة في حقهم.
في المقابل، ترك سلوك المغاربة اثناء فيضانات فلنسيا و بعدها، انطباعات راءعة لدى سكان المدينة المنكوبة خاصة، و لدى الشعب الاسباني و الاوربي عامة، حيث انه في صلاة فجر يوم الحدث تداعى المغاربة عقب الصلاة من اجل القيام بما يلزم في مثل هذا الظرف الطارء، فاجتمع الشباب المغربي ذكورا و إناثا، و قاموا بكل ما يتطلبه الظرف من عمل، حيث اتجه البعض إلى المشاركة في عمليات الانقاذ، و توجه آخرون إلى المشاركة في تنظيف الأزقة و الشوارع، و عمل آخرون خاصة النساء و الفتيات، على تهييء وجبات غذائية استفاد منها سكان المدينة مجانا.
و هكذا، ظهر المغاربة في مدينتين اوربيتين، في ظرفين متباينين، عن مواقف راءعة كل منها يستجيب لطبيعة متطلباته، فالاول كان يتطلب موقف رجولي شجاع يرد اعتداء قطعان الصهاينة و تبجحهم، و الثاني كان قد استدعى التعبير عن مدى التضامن و التازر، فابان المغاربة عن حس تضامني عالي اثار اعجاب العالم، و بذلك تنطبق عليهم مقولة القاءل: "فين ما دورتي على المغربي تلقاه".