هل مصر باعت نفسها للجزاءر مقابل حفنة من الدولارات؟ ام هو عداء مستحكم في النظام المصري تجاه المغرب؟ بحكم طبيعة النظام المصري العسكري الذي جاء على ظهر دبابة، و حتى بعد اجراء انتخابات و مجيء رءيس مدني، لم يرق ذلك للعسكر، فقاموا بانقلاب جديد و اعدموا الرءيس الشرعي المنتخب.
الواقع ان المواقف العدائية للنظام المصري قديمة ليست وليدة اليوم، فمنذ قيام الضباط الاحرار بالانقلاب على الملكية في مصر في خمسينيات القرن الماضي، و سيطرتهم على الحكم، أخذوا موقفا من الملكيات، و منها الملكية في المغرب، فقد عمل نظام الضباط على مساعدة الجزاءر في حربها مع المغرب فيما يعرف بحرب الرمال سنة 1963، و بعد ظهور مشكلة الصحراء المغربية التي اختلقها نظام ليبيا و تبنته الجزاءر، التي صرفت عشرات مليارات الدولارات (التي لو صرفت على الجزاءر لكانت تضاهي باقي البلدان النفطية في الخليج العربي كالسعودية و الامارات و قطر و الكويت من حيث العمران و البنية التحتية و الرفاهية الاجتماعية، و لكن صرفت تلك الأموال الباهضة في مشاريع فاشلة)، عن طريق صفقات التسلح و الرشاوى و شراء الذمم من اجل كسب تأييد بعض الدول لمشروعها الفاشل و هو انشاء جمهورية وهمية بالاقاليم الصحراوية المغربية الشيء الذي لم و لن يظفروا به، ناهيك عن سرقة المبالغ الباهضة من طرف الكابرانات المتسلطين على مقاليد الدولة.
و سنركز الكلام على مصر، التي كانت تبدي التودد في علاقتها مع المغرب، لكن من ناحية أخرى كانت تحرض عصابات البوليزاريو ضده، و قد ظهر ذلك من خلال احد الضباط المصريين الذي عمل ضمن بعثة المينورسو، و حضور بعثة عسكرية مصرية لاجتماع منظمة اخترعتها الجزاءر تضم هذه الأخيرة و تونس و موريتانيا و مصر و الجمهورية الصحراوية الوهمية، غير مراعية لمصالح المغرب الذي صرح ملك البلاد في خطاب رسمي ان الموقف من الصحراء هو المنظار الذي ينظر المغرب من خلاله لعلاقاته الدولية، و قد اتخذ مواقف صارمة مع دول اوربية لها وزنها على المستوى الدولي كفرنسا و اسبانيا، و مع ذلك لم يعر لتلك الخطوات المصرية المستفزة اي اهتمام، لأنها ببساطة ليس لها نفس الوزن لتلك الدول الأوربية مثلا.
لكن حين استقبل المغرب رءيس اركان القوات الاثيوبية و ذلك في إطار سيادته الوطنية، قامت قاءمة الاعلام المصري كعادته و لم تقعد، و اخذ يكيل للمغرب الاتهامات، و دخلت المخابرات الجزاءرية على الخط، و اخذت عن طريق ذبابها الالكتروني تحرض ضد المغرب، و اشعلت الفتنة بين الشعبين، و المثير في الامر هو الاعلام الرسمي المغربي الذي لم يعر اي اهتمام للحملة المسعورة للاعلام المصري و ذبابه، و كأنه قد الف الصياح و النباح فلم يعد ينزعج من ذلك.
و الغريب و العجيب في الامر، هو ان تلك الابواق المأجورة تتهم المغرب بالتطبيع، و نسيت او تناست ان بلادها هي اول المطبعين، و انها في الأحداث الماساوية الجارية الان في قطاع غزة الفلسطيني، يقف جيش مصر حارسات مخلصا لاسراءيل من جهته، و يحاصر الفلسطينيين و يجوعهم و يمنع عنهم التطبيب، بل و يجوعهم، و قد سمعنا في الايام القليلة الماضية، وزير الخارجية المصري يتباها بان بلاده دمرت مءات الانفاق في غزة.
و قد قام الرءيس المصري يوم 11 شتنبر 2024، بزيارة رسمية إلى العاصمة الجزاءرية، حيث استقبل من طرف نظيره الجزاءري، و الاعلام المغربي لم يهتم بالامر و لم يشر للحدث أدنى إشارة، و لم يعلق عليه، رغم ان الحدث بالنسبة إليه مستفز، لانه جاء في وقت تشهد فيه العلاقة بين البلدين نوع من الغبش، بفعل تناول الاعلام المصري لزيارة رءيس الاركان الاثيوبي للرباط، فهل الزيارة جاءت لاستفزاز المغرب اكثر، ام ان كابرانات الجزاءر اغروا الرءيس المصري بحفنة من الدولارات، فلم يرفض الدعوة، خصوصا و ان صنبور الخليج قد ينقطع في هذه المرحلة، بفعل مهاجمة الاعلام المصري للسعودية و الامارات، هذا الاعلام الذي تنكر لكل ما تقدمه هاتان الدولتان لمصر.
فماذا سيكون موقف مصر ان قام الرءيس الاثيوبي او رءيس الحكومة بزيارة للمغرب، هل سيلتزم الصمت؟ ام سيقوم بإثارة زوبعة كعادته.. ليفعل ما يشاء، المهم ان المغرب يمارس سيادته، و لا يلتفت لردود افعال الخصوم رضوا ام سخطوا.