وصلت الوضعية بقطاع غزة إلى مرحلة اشد مأساوية و دموية و وحشية من قبل العدو الصهيوني اتجاه ما يقرب من مليون و نصف من ابناء القطاع، الذين هجروا من ديارهم بفعل الهجمات الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الجبانة ضد المدنيين الذين اغلبهم من النساء و الاطفال و العجزة، الشيء الذي يؤكد رغبة الكيان الصهيوني افراغ قطاع غزة من سكانه الاصليين، و تهجيرهم نحو سيناء المصرية، و يبين ان ادعاء الكيان محاربة حماس مجرد شماعة، بينما الحقيقة و الهدف هو السيطرة على أرض القطاع، و ثمن ذلك باهض جدا من الأرواح و الدماء و الاشلاء، و التدمير و نهب الممتلكات.
كل هذا يجري امام صمت مطبق من العالم و مؤسساته المزعومة، و الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي و خاصة من الأنظمة العربية، حيث يقف الجميع متفرجا عما يجري من مذابح وحشية في حق المدنيين الفلسطينيين: اطفال و نساء، و الظروف القاسية التي يعيش فيها المهجرون، حيث لا ماء و لا كهرباء و لا ماوى و لا غذاء، مع اشتداد البرد و تهاطل الامطار.. اين هو الغرب المنادي بالديموقراطية و العدل و المساواة، و حقوق الانسان!! كل ذلك يتعطل و لا قيمة له اذا تعلق الأمر بالفلسطينيين و المسلمين عامة.
لكن الغريب و الاغرب، أن نجد أنظمة عربية تساهم و بفعالية في احكام الحصار على المستضعفين الغزاويين، بل و يقدمون المساعدات الغذائية و الطاقية للكيان الصهيوني الغاشم!
ان افءدة المسلمين تنفطر و تعتصر دما، مما يجري لاخوانهم في غزة، و لو كانت الحدود مفتوحة و ميسر الوصول اليها، لغصت بالمجاهدين من كل اقطار العالم الاسلامي، كما كان الحال بالنسبة لافغانستان و البوسنة و سوريا.. اين هم الفقهاء و الدعاة الذين كانوا اذاك يحضون على الجهاد و التضحية في سبيل الله؟ لماذا اغلقوا افواههم و ربطوا السنتهم؟! هل لان امريكا سمحت بذلك حينذاك، و تمنع ذلك حاليا؟
نعم، تلك هي الحقيقة المؤلمة، فالمخابرات الأمريكية تسرح و تمرح في العالم الاسلامي، و أنظمته تعمل صاغرة على تنفيذ مخططاته و مؤامراته، و هذا ما يحصل اليوم في قطاع غزة مع الاسف، اسراءيل بمساعدة امريكا تقتل و تهجر، و الأنظمة العربية المچاورة تحاصر و تمنع مرور المساعدات، و تمد الكيان المعتدي بما يحتاجه من طاقة و غذاء للقضاء على حماس الإسلامية كما تحلم تلك الأنظمة. هذه هي الاخوة و الشهامة العربية و الا فلا!!
و العالم كله الذي يتفرج اليوم، سيعاني من المخططات الشيطانية للماسونية اليهودية التي تعمل على اشعال حرب عالمية ثالثة، و افتعال المجاعات، و نشر الأمراض لقتل أكبر عدد ممكن من البشر، كل ذلك من اجل تحقيق الحكومة العالمية بزعامتهم كما يحلمون..