ما يزال قطاع غزة، تلك البقعة الجغرافية التي تقع جنوب فلسطين المحتلة، و شرق الحدود المصرية، يتعرض لابشع انواع الظلم و الاضطهاد و القتل و التجويع و الحكرة كما نقول في المغرب، على يد الكيان المصطنع، المتكون من وافدين من جنسيات مختلفة (اوكرانية، بولونية، المانية، فرنسية، أمريكية و روسية و جنسيات أخرى)، اغتصبوا الاراضي، و احتلوا المحلات و الديار، حتى استولوا على البلاد كلها، و سلبوا السلطة من اهلها الحقيقيين، و مارسوا على السكان الاصليين كل انواع الظلم و القتل و العنصرية.
و قد عرفت فلسطين مواجهات كثيرة، كانت دائما الغلبة فيها للصهاينة، الى ان كانت اخر مواجهة بداية من يوم 7 اكتوبر 2023، حيث فاچات المقاومة الإسلامية الصهاينة بهچوم مباغت، افقدهم صوابهم، و فقدوا المبادرة، مما جعلهم يصبوا جام غضبهم على الشعب الاعزل، حيث ارتكب مجازر وحشية، هدم خلالها المساكن و المدارس و لم يراع حرمة المستشفيات و المساجد، كل ذلك أمام المجتمع الدولي، و مؤسساته التي تدعي العمل على الحفاظ على حقوق الانسان و الطفل و المراة، الا كل ذلك لم يجد نفعا، و لم يشفع للفلسطينيين ضحايا عدوان الصهاينة المغتصبين، بل حين صمود المقاومة الإسلامية و تكبيدها العدو الصهيوني خساءر چسيمة لم يعهدها في حروبه السابقة مع جيوش الدول العربية المجاورة، قامت الدول الغربية المنضوية تحت لواء الناتو و على رأسها الولايات المتحدة و فرنسا و المانيا و ايطاليا و اسبانيا و غيرها، بتقديم العون للچيش الاسراءيلي الجبان (على مستوى العتاد و الرچال)، الذي أبدى نوعا من الانهيار، حتى ذكر بعض المتابعين ان ضباط امريكيين هم من كانوا يقودون العمليات العسكرية، و قد فقدوا عددا لا يستهان به جيش النخبة.
و لا غرابة في ذلك، اذا علمنا ان الغرب هو من زرع ذلك الكيان السرطاني في چسم الوطن العربي، و هنا نذكر خطاب ليبرمان رءيس حكومة بريطانيا سنة 1907 الذي الح فيه على الدول الغربية بضرورة الحرص على الحيلولة دون توحد الوطن العربي، و اشغاله بالحروب و النزاعات الداخلية و الخارجية، و هذا ما كان منذ ان ظهر ذلك الكيان المصطنع، زيادة على عمل الغرب على زرع اشخاص مستلبين ثقافيا، مكنوهم من الوصول إلى مناصب اتخاذ القرار في الدول العربية، الذين اصبحوا يلهثون وراء تطبيع العلاقات مع الكيان الدخيل، العلاقات السياسية و الاقتصادية ليتمكن من بسط سيطرته على المنطقة، باعتباره الاقوى اقتصاديا و سياسيا و عسكريا، و قد سمع الجميع ان بعض الأنظمة العربية أيدت اسراءيل في القضاء على المقاومة الإسلامية، بل تم الحديث عن "دولة عربية" تقدم الدعم المالي و العسكري لذلك الكيان المسخ.
لكن الحرب الحالية، عرت ذلك الكيان الهجين انفضح امره، و بين انه ليس بتلك الصورة التي صورته بها البروباغندا الإعلامية، و ظهر للعالم انه كيان همجي وحشي، حتى لدى المجتمعات الغربية، بعد ان شاهدوا ما فعله في الاطفال و النساء و الشيوخ من تقتيل و تنكيل و هدم و عنصرية، تصرفات لم تكن تقوم بها الا الجماعات الاكثر وحشية، فتعاطف مع القضية الفلسطينية قاعدة مهمة من المجتمعات الغربية، و بدات أصوات تتعالى بضرورة الحد من تقديم المساعدات له من الضرائب التي يقدمها، و ينادون بضرورة ايقاف هذه الحرب الظالمة.
يقول الملاحظون انه لا بد انه بعد هذه الحرب، ستكون هناك تغيرات على مستوى المنطقة، لكن هل الدول العربية ستتحرك لاستغلال الفرصة بحنكة و تبصر، تعمل على الاقل، على ضمان حق الفلسطينيين في العيش الكريم، و قيام دولة خاصة بهم تنظم و ترعى شؤونهم، ام سيظلون بتلك السلبية التي تچعلهم مفعول فيهم غير فاعلين، يقبلون بما يملى، و ما يجود به الغرب عليهم، هذا ما ستظهره الشهور و السنوات القادمة.