نعم لك الله يا غزة، نعيش هذه الليلة مناسبة انصرام سنة 2023 و قدوم سنة جديدة 2024، و موضوع الحديث هو تسابق المحطات التلفزيو العربية، على الاقل التي القيت عليها نظرة عابرة، من الماء الى الماء، في الاحتفال برأس السنة الجديدة، بتنظيم سهرات فنية موسيقية، باستدعاء المغنين و المغنيات، و كذلك الراقصات، و التفنن في زخرفة استديوهات تنظيم تلك الحفلات، و كمية الأضواء المسلطة عليها، و الاجهزة و المكروفونات و غيرها من متطلبات مثل هذه الحفلات، و الله وحده الذي يعلم ما وراء الكواليس من سيارات و حافلات، و موارد بشرية الساهرة عن عملية التنظيم، ناهيك عن الاغلفة المالية الباهظة المرصودة لها من طرف الحكومات..
كل هذه الاحتفالات و الحفلات و كاننا نعيش في بحبوحة العيش، شعوبا و حكومات، ليس هناك ما يكدر شعورنا و احساسنا.
و الا فإن الشعوب و خاصة الطبقات الدنيا، التي لا تتوفر على الحد الادنى من العيش الكريم، تعاني الامرين، و لا تجد الاحساس او الاستعداد للتجاوب مع تلك الحفلات، ناهيك عن قلوب الملايين التي تعتبر دما عما يجري لاخوانهم المسلمين في غزة المحاصرة، من تقتيل و تدمير، و حصار الامداد بمواد التغذية و التدفئة خصوصا و الفصل فصل شتاء و برد قارس، و مسلمي غزة يعانون كل تلك الظروف التي لا يعلم الا الله قساوتها و شدتها، و العدو الصهيوني المجرم المغتصب لا يزيد الا ظلما و طغيانا تاه اخواننا هناك، حتى المدنيين الذين حاولوا النزوح نحو مناطق امنة، يعترضون سبيلهم و ينكلون بهم و يقتلونهم و ينهبون ما تبقى لهم مما يقيهم عضة الجوع و قساوة البرد.
و الذي يزيد في القلب غصة و كمدا، هو ان بعض الأنظمة العربية يؤيدون العدو بل يمدونه بالعتاد من اجل القضاء على المقاومة الإسلامية هناك، الهذا المستوى بلغ الهوان ببعض من بني جلدتنا، و فضلوا الكراسي على حمى الدين و العرض و الشرف، و سلموا اخوانهم العدو كي يفتك بهم و يشبع شهوته في القتل و التدمير، و استباحة دم المسلمين؟! بعد كان الخليفة يجهز جيشا لمجرد اعتراض سبيل امرأة مسلمة..
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
ان كان في القلب اسلام و ايمان
لك الله يا غزة العزة، ندعو لك من قلب يعتصره الحزن و الكمد، جبار السماوات و الارض ان يمدك بنصر من عنده، فهو وحده ناصر المظلومين و لو بعد حين..