روح الروح


لا شك ان الأحداث الجارية بقطاع غزة، احداث مؤسفة و مؤلمة، تقشعر لها الابدان من قسوتها، و تنفطر لها القلوب من شدتها على اهل غزة، الذين تنهمر عليهم القنابل بمختلف الاحجام، و الصواريخ متعددة الاوزان التي تهدم عليهم اسقف بيوتهم فوق رؤوسهم، و تحويل العمارات ركاما من الاحجار و الاتربة، حتى اضحت احياء غزة عبارة عن احياء ضربها زلزال، بل زلازل إحالت عماراتها و منشاتها من مستشفيات و مدارس و شوارع و غيرها، الى جدران متهدمة و أعمدة منهارة، كل شيء بها تعطل عن اداء وظيفته، لم تعد صالحة للعيش، خاصة حين أضاف العدو الصهيوني الى كل ما سبق، وقف امداد القطاع بالماء و مواد التغذية و المحروقات فاضحت الحياة شبه مستحيلة بالقطاع، مما دفع بعدد كبير ممن بقوا احياء الى المغادرة في اتجاه الجنوب.

و في ظل تلك الظروف القاسية، ظروف القصف العشوائي، و النيران الملتهبة، و مناظر الهدم و الانهيار الشامل في القطاع، تناقلت وساءل الاعلام المرئية، مأساة إنسانية اشد ايلاما، اجساد الموتى مترامية في كل اركان المدينة نتيجة القصف العشوائي، اطفال و نساء و عجزة، اسر بأسرها ابيدت، و اطفال صغار تيتمت، قتل اباؤهم و امهاتهم و بقوا وحدهم، لا كفيل يهتم برعايتهم، و لا قريب يعطف عليهم، 

مشاهد اطفال جرحى يبكون و يصيحون من شدة الم الجراح التي اصيبوا بها، و نساء يبكون على ازواجهن او اقاربهن القتلى، و يعانقن اطفالهن الصغار الذين اختطفهم الموت الاتي من القصف الاسرائيلي العشوائي، و لن ينسى العالم صورة ذاك الرجل الذي يحتضن حفيدته المقتولة، و يقبلها من عينها، و ينظر اليها متاملا وجهها الصغير الملطخ بالدماء و المغطى بغبار منزلهم المنهار، ثم يعود الى احتضانها بشدة و تقبيلها، و يخاطبها بروح الروح..

ذاك مشهد لم و لن تنساه ذاكرة العالم، يشهد على مأساة شعب كان يعيش في سلام في وطنه، و همجية و وحشية العدو الصهيوني المحتل المغتصب الهمچي القتال، صورة و كثير غيرها اصحت كثير من الضمائر عبر العالم التي كانت مخدوعة بالدعاية الكاذبة للصهاينة و من يقف وراءهم من الغربيين، و ادركت حقيقة ذلك العدو الهمجي العنصري الذي يسرق اموال ضراءبهم على شكل مساعدات بدعوة مواجهة المتطرفين، و لكن اتضح لهم انه هو المتطرف الحقيقي عدو الانسان و الإنسانية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-