غزة في المشهد مرة اخرى


هواة او مشعلوا الحروب يشعلوا فتنة حرب اخرى، الحرب الروسية الاوكرانية، التي تجاوزت السنة و النصف، دمرت دولة اوكرانيا، و قتلت مءات الآلاف من البشر من الطرفين، 
و الان حرب غزة (هل يريدون بهذه الحرب التغطية و الهواء العالم لايجاد مخرج من الحرب الروسية التي ابدت روسيا خلالها صمودا صلبا و عبرت عن القدرة على مواصلة الحرب لشهور اخرى و ربما سنوات، بينما الغرب وصل به الوضع ان بعض دوله لم يعد لها السلاح الكافي لمواصلة الحرب)،
غزة القطاع ذو المساحة الصغيرة، و الكثافة السكانية الكبيرة، الذي استقلت به حركة حماس منذ سنين بعد صراع مرير مع العدو المغتصب، و مع سلطة فتح. لكن مع هذا الاستقلال، ظلت المعابر من و الى غزة تحت رحمة الاحتلال و مصر، مما جعل كل شيء متحكم فيه يلج او يخرج من غزة، حتى الحركة البشرية.
و قد ظلت الحالة على هذه الشاكلة سنوات، رغم انه كانت تتخلله بعض المواجهات من حين لاخر، بين المقاومة حماس و الكيان الصهيوني الغاصب، و ساد الهدوء السنين الاخيرة، الى ان كانت صبيحة يوم 7 اكتوبر 2023، حيث تفجرت الاوضاع على حين غرة، حيث لم تكن هناك بوادر ملامح صدام قادم بين الطرفين، لكن كانت هناك اشتباكات على الصعيد الإقليمي (هجمات على ايران ضربت فيها اماكن حيوية، كانت وراءها على الارجح اسرائيل)، فلجات ايران الى اشغال اسراءيل بحرب غزة، حيث حركت حلفاءها حتى لا اقول عملاءها في المنطقة: حماس و حزب الله، هذا الأخير شيعي المعتقد، و يتخذ من مرشد ايران امامه.
اما حماس الفلسطينية، فهي سنية، لكن ايران تسللت اليها عن طريق المساعدات المالية و العسكرية، بعد ان فرض عليها حصارا من طرف العرب، فانتهزت ايران الفرصة و انقضت على القضية الفلسطينية التي أصبحت تحت رحمتها كما فعلت مع العراق و سوريا و لبنان و اليمن، 
تم التخطيط لتفجير الوضع بفلسطين بليل، من طرف الشيطان الاكبر القابع بطهران، و لم لم يكن التخطيط مشترك بين صهاينة اسراءيل و ملالي طهران، خصوصا و ان اسراءيل منذ سنين و مشروع إعادة احتلال القطاع يراودها، فكانت هذه الفرصة السانحة لذلك.
أفادت احدى المجندات الاسرائيليات في فيديو لها على قنوات التواصل الاجتماعي، ان المناطق المحاذية للقطاع، اخليت من القوات الإسرائيلية قبل السابع من اكتوبر يوم الهجوم، مما سهل دخول رجال حماس الى تلك المناطق، و قتل و اسر العديد من القوات و المستوطنين الاسراءيليين الذين رحلوا الى داخل غزة، لتجعلهم حماس درعا و ورقة للتفاوض و الضغط على اسراءيل، لكن هذه الأخيرة تشن هجمات عشواءية على القطاع، و اتخذت ضده اجراءات قاسية من بينها قطع الماء و الكهرباء و مواد التغذية التي كانت تدخل الى القطاع عن طريق المعابر، مما قد يؤدي الى مجاعة بين صفوف سكان القطاع لا قدر الله.
منذ مدة و اسراءيل تتحين الفرصة لإعادة الإنقضاض على القطاع، و قد جاءت سانحة بين ايديها، بالصدفة او بالتخطيط الله اعلم، و لكن الصهاينة لا يلعبون، و بعض المؤشرات تدل على أن المسألة مدبرة لاحكام (مسألة اخلاء غلاف غزة من عناصر المراقبة و الاجهزة المتطورة التي تستشعر بادنى حركة قريبة منها؟؟).
يتذكر الجميع كيف ظهرت منظمة داعش من عدم، اذ بين ليلة و ضحاها تم الاعلان على الاسم، و تم تراجع الجيش العراقي الذي ترك اسلحته ليستولي عليها شباب داعش، و بسرعة فائقة قيام ما سمي بدولة الخلافة الاسلامية، التي اتخذتها الولايات المتحدة ذريعة للتدخل في العراق و سوريا بعضها بدعوى محاربة الارهاب، الذي كان من صناعتهم كما اعلن بعد ذلك و بلسانهم.
تسير المنطقة نحو الدمار و سفك الدماء مرة اخرى، فمنذ مدة و الولايات المتحدة تحشد قواتها في المنطقة، و هي ملتزمة بالدفاع عن الكيان الصهيوني في حالة الخطر، و قد تتدخل تلك القوات في هذه الظروف حيث حماس تهاجم من الجنوب و حزب الله من الشمال.
و المشاهد التي يتم تناقلها عبر المحطات التلفزية العالمية مشاهد ماساوية، اذ الضربات الصاروخية و القنابل المتساقطة على غزة، و دوي الانفجارات يثير الرعب في المشاهد، فما احراك بالناس القابعين داخل القطاع، انه الجحيم بعينه، الله تعالى يكون في عونهم.
اسراءيل بالتها الإعلامية و الدعاية الجبارة، تحشد التاييد و التعاطف، حيث عبرت معظم الدول الغربية عن مؤازرتها و هذا ليس بغريب، بينما العرب و المسلون، منهم من تعاطف مع الصهاينة، و منهم من اخذ حماس على عملها في هذا الوقت، و العامة تقف عاطفيا مع الفلسطينيين في غزة.
ان ارتماء حركة حماس في احضان ايران، شكل منعرجا خطيرا على الحركة و على القضية الفلسطينية بصفة عامة، لان ايران كما يثبت الواقع، انها لا تعمل الا على تخريب الاقطار العربية و تفكيك وحدتها، و أمثلة العراق و سوريا و لبنان و اليمن خير دليل على ذلك، و القدس لا تشكل لها اية اهمية، و كلامها عنها مجرد شعارات، و بذلك أصبحت (حماس) منبوذة عربيا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-