لقد أبان نظام الكابرانات بالجارة الشرقية الجزائر عن عداء مرضي اتجاه المملكة
المغربية، و ذلك باتخاذ مواقف مضادة لمصالح المغرب و المعاكسة لوحدته الترابية،
كقطع العلاقات الدبلوماسية، و غلق الأجواء في وجه الطيران المغربي، و توقيف العمل
بأنبوب الغاز المار على المغرب نحو أوربا، و غير ذلك.
من الجرائم الكبرى الخطيرة التي اقترفها نظام الكابرانات في حق المغرب، و في
حق الشعبين المغربي و الجزائري، هذا الأخير الذي ربى في الجزائر جيل (الجيل الحالي
أساسا) على كره المغرب، و شحنه بأفكار مكذوبة و مغرضة لا أساس لها من الصحة، بل
كلها أفكار مكذوبة و مدروسة لشحن الشعب الجزائري بالعداء اتجاه الشعب المغربي،
الذي يشاركه العروبة و الأمازيغية و العقيدة الإسلامية و الجوار و التصاهر.
إلا أنه مع الأسف منذ أواسط السبعينيات و الجزائر تعمل على تقسيم المغرب
بعزل جنوبه عن شماله، طمعا في الوصول إلى ضفة الأطلسي، و صرفت في ذلك ملايير
الدولارات من قوت الجزائريين، و زاد سعارها بالضربات القاسية على يد الديبلوماسية
المغربية و ما أحرزته من نجاحات على الصعيد الدولي، متمثلة في إقناع مجموعة من
الدول التي كانت تعترف بصنيعة الجزائر، بسحب اعترافها بالكيان الوهمي، و دعم الطرح
المغربي، فتبخرت كل المجهودات و الأموال التي رصدتها لهذا الغرض.
أمام هذا الوضع المحبط بالنسبة لكابرانات الجزائر، دفعهم إلى شن هجوم
عنيف على المملكة المغربية باختلاق الأكاذيب، و تجييش ذبابه الإلكتروني من أجل
توجيه كل اهتمامه لسب المغرب و المغاربة، فتفتقت قريحتهم المريضة المغرضة عن أفظع
الشتائم و النعوت، و لم يتركوا دينا و لا ملة و لا أعراضا إلا نهشوها، متنكرين لكل
أخلاق الجوار و العروبة و الإسلام، بل إن بعضهم ذهب إلى حد حث عناصر التنظيم
الإرهابي البوليزاريو بالقيام بعمليات إرهابية بمراكش و الدار البيضاء أي في عمق
التراب المغربي، و قد اشتهر من بين تلك الذبابات ابن سديرة و بونيف و المشهور ببو
ودنين.
و قد بدأ بعض هؤلاء حاليا قبل افتتاح دورة كأس العالم بإطلاق بعض
التكهنات و الإشاعات حول المنتخب المغربي خاصة، حيث قال أحدهم إن المنتخب المغربي
منع من دخول قاعة المطار بدعوى وجود ساحر ضمن أعضاء الوفد، و تنبأ آخر أن المغرب
سيقصى منذ الدور الأول بعد أن ينهزم مع كرواتيا ب 2 ل 0 ، و ينهزم ب5 ل 0 في
مواجهته ببلجيكا، و بعد انهزامه مع كندا ب 2 ل0.
و في استجوابات بالشارع العام عبر مجموعة من الشباب الجزائري عن رفضهم التام
لتشجيع المنتخب المغربي في دورة كأس العالم الحالية المنظمة بقطر، و قد تم رصد ذلك
من طرف بعض الصحافة العربية.
إنه الجوار في أقبح صوره، و الأخوة العربية في أفظع تجلياتها، بل إن بعض
هوام الشعب الجزائري المخدوع الذين يؤمنون بمقولة قيادته من أن الجزائر قوة ضاربة
بالمنطقة، يقولون متحدين بأن الجزائر قادرة أن تمحي المغرب في ظرف ساعة من
الزمن.
نعم، إلى هذا الحد وصل عداء بعض أفراد الشعب الجزائري نحو المغرب بسبب
التجييش الإعلامي لأجهزة إعلام الكابرانات المتحكمين في مصير ذاك الشعب.. و عند
الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب و منع مرور الطائرات المغربية في
الأجواء الجزائرية و إيقاف العمل بأنبوب الغاز المار عبر التراب المغربي، أطلق
إعلام الكابرانات الذي يعتبر الكذب أهم وسائله، أشاع أن المغرب بذلك وقفت فيه
الحركة الاقتصادية و الصناعية، و أنه يعاني المجاعة، ففرح بعض الغوغاء من الشعب
الجزائري، و منهم من قال حينها إن الجزائر قادرة أن تصل إلى الرباط خلال يومين، و
منهم من ادعى أن الجزائر قادرة أن تفني المغرب (نعم كذا) في ساعة من الزمن بما
تتوفر عليه من صواريخ متطورة و غواصات و طائرات فتاكة الخ...
و لعل أحداث مباراة كرة القدم التي هاجم فيها الجمهور الجزائري الهمجي و لاعبي
منتخبهم، لاعبي منتخب الشباب المغربي، حيث لم تسلم حتى مباراة في كرة القدم من
التسييس من طرف الكابرانات و أشياعهم.
في المقابل، و من الجانب المغربي و إن كان الإعلام الرسمي لا يلقي بالا
لترهات إعلام الكابرانات و سخافاته، فإن الإعلام الشعبي المتمثل في نشطاء المواقع
الاجتماعية، يردون الصاع صاعين على هرطقات رعاع الجزائر.
هذا ما فعله كابرانات الجزائر بين الشعبين الجارين، حيث زرعوا العداوة
بينهما و أججوها، و يمكن للإنسان أن يتخيل النتائج لو وقعت حرب بين الطرفين لا قدر
الله، لكانت مأساوية و وخيمة..
إن نظام الكابرانات يتحمل أمام الله عز و جل و أمام التاريخ، وزر ما وصلت إليه
العلاقة بين الشعبين حد القطيعة، و وزر كل روح أو قطرة دم سقطت من الجانبين في
المواجهات التي اندلعت منذ أواسط السبعينات إلى الآن، بسبب سياستهم الهوجاء اتجاه
البلد الجار الذي لم يأل جهدا في مساعدتهم أثناء حربهم التحريرية ضد المستعمر
الفرنسي.