فرنسا تفقد مكانتها بافريقيا


لعل الموقف المغربي المتصلب اتجاه فرنسا، و عدم اكتراثه باستفزازاتها الصبيانية التي حاولت من خلالها الضغط عليه و اخضاعه لاملاءاتها و ارادتها، مرة بتوقيف منح تأشيرات الدخول الى ترابها، و مرة بتسخير الاعلام الماجور للقيام بحملات عداءية، و مرة بتلفيق تهم لبعض المشاهير المغاربة كسعد المجرد و تنظيم محاكمات مخدومة، و اخرهم اشرف حكيمي التي لاقت له تهمة اغتصاب كذلك، و هناك من يحذر المغاربة المقيمين هناك ممن يتوفرون على مشاريع هناك او ودائع مالية من ان تقوم الدولة الفرنسية لمحاولات انتقام من نوع ما.

و جاءت بعدها دفع الاف الأفارقة من دول جنوب الصحراء إلى الهجرة غير الشرعية نحو المغرب و باقي دول شمال افريقيا، فقد ذكرت بعض التقارير الصحافية ان عقيدة يدعى ... تابع المخابرات الفرنسية هو الذي كان وراء هجرة جماعية ضمت ما يقرب من ستة ملايين افريقي نحو دول شمال افريقيا لخلق نوع من البلبلة الأمنية و الاجتماعية فيها، بعد ان اصبح البساط يسحب من تحت اقدامها لافريقيا. 

كل ذلك بسبب الموقف المغربي المتصلب لتوضيح موقف فرنسا من القضية الوطنية، خصوصا و انها الاكثر معرفة بحقاءق الامور، و لا شك انها تتوفر على وثائق تثبت العلاقة الوثيقة للمغرب باقاليمه الجنوبية، فالمغرب لم يعد يقبل اي موقف ضبابي منها.

و ردا على الاستفزازات الفرنسية، قام المغرب بتوجيه ضربات اقتصادية قاسية، حيث فوت صفقة القطار السريع الصين عوض فرنسا، و طرد بعض شركاتها من البورصة المغربية و عوضها بشركات مغربية، و رفض استقبال الرئيس الفرنسي الذي اصبح يتسول لقاء مع الملك المغربي، كل ذلك من اجل اعادة الدفء الى العلاقات بين الطرفين، خصوصا و ان فرنسا اصبحت مكروهة و مرفوضة من طرف اغلب الدول الافريقية، نظرا لتاريخها الاستعماري الاستغلالي في القارة السمراء، لذلك كل الدول الافريقية اصبحت تفضل التعامل مع المغرب الذي يرفع شعار "رابح رابح" في تعاملاته مع الدول الافريقية.

و بعد السعار الذي اصاب فرنسا و رءيسها ماكرون، يحاول هذا الأخير القيام بجولة في عدد من الدول الافريقية خلال الايام القليلة المقبلة، و قد قدم لزيارته بخطاب القاه امام جمع من الناس يضم مثقفين و صحافيين و سياسيين، و تكلم فيه عن الرؤية الجديدة لفرنسا في علاقتها مع افريقيا، التي كانت شيءا من الكلام المعسول، و الوعود المكرورة، الشيء الذي دفع مواطني بعض الدول الافريقية ينظمون تظاهرات منددة بزيارته قبل حصولها..

من خلال ذلك، يتبين أن فرنسا تعيش اسوا مراحلها في افريقيا، خاصة و أن المنافسة شديدة بين القوى الكبرى للظفر بود افريقيا، باعتبارها غنية بالمعادن النفيسة التي ستعتمدها الصناعات المستقبلية كالليثيوم و غيره..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-