نظام الكابرانات و طول اللسان

من يسمع كلام و تصريحات أغلب المسؤولين الجزائريين، الذين يصورون الجزائر على انها اكبر بلد، و البلد القارة، و البلد الكوكب كما قال احدهم، و القوة الضاربة، و البلد الذي لا يدين بدينار واحد لاي جهة، و البلد المستقل الذي لا يستطيع احد ان يملي عليه شيء مهما كان، و البلد الذي يتوفر على بعض المعادن التي لا توجد الا في الجزائر و المريخ، و زد على ذلك ما شاء..

لكن الذي صرحت به جورجينا ميلوني رءيسة وزراء إيطاليا بعد زيارتها للجزائر، يجعل المرا يقف مشدوها، و لا يدري ما يصدق، هل تصريحات المسؤولين الجزائريين أم تصريحات المسؤولة الإيطالية التي عبرت عن استغرابها لما رأته بالجزاءر، ذلك أنها كانت تتلقى -على حد قولها- و بعض مرافقيها اثناء المفاوضات حول موضوع الغاز، من مسؤولين جزاءريين ارقام هواتف لمسؤولين فرنسيين من اجل نيل المصادقة على الصفقة.

و لعل هذا يؤكد ما سبق أن ذكره البعض و منهم جزاءريون، ان الجزاءر غير مستقلة، و انما منحت من المستعمر الفرنسي، حكما ذاتيا ليس الا.

و هذا ما يفسر استعمال فرنسا كورقة ضغط لها على المغرب و تهديد الجزاءر العميلة على إشهار الحرب ضد المغرب، مدعيا عبر ذبابه الالكتروني انه سيقضي على الجيش المغربي في وقت وجيز و بالتالي اسقاط النظام المغربي.

لكن هذه المرة جاء رد المغرب هادئا لكن حازما، ملفتا انه لو اعلنت حرب ضده فإنه لن ينهيها الا بارجاع صحراءه الشرقية التي ضمتها فرنسا للجزاءر.

و الملفت انه بعد احكم المغرب الخناق على فرنسا، بدا رءيس هذه الأخيرة يغير من لهجته و كذلك فرنسا الرسمية كلها، حيث اعتبرت تقرير البرلمان الاوربي اياه غير ملزم لها، و انا متأكد، ان فرنسا رغم تعكر صفو جو العلاقة بينها و بين المغرب، فإنها ستعمل جاهدة على تجاوز التوتر الحاصل في علاقتها مع المغرب، و تعيد تلك العلاقات الى ما كانت عليه حفاظا على مصالحها و مصالح شعبها.

و ليس ككابرانات الجزاءر الذين لا يعيرون اهتماما لمصالح شعبهم، و رضوا ان يكونوا خدما المهم فرنسا، ينبحون حين تطلب منهم و يصمتون حين تشير عليهم بذلك، و ينفقون الملايير من أموال الشعب في مشاريع فاشلة، و يجودون بها على أفراد عصابة البوليزاريو و اسرهم الذين يعيشون في اوروبا مترفين، بينما أفراد الشعب الجزاءرية يعانون الامرين من اجل الحصول على ضروريات الحياة اليومية.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-