الاحداث و التطورات تتلاحق بسرعة فيما يتعلق بالحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا ظاهريا، لكن في الحقيقة بين روسيا و الغرب اي حلف الناتو.
فبينما الغرب يتداعى من اجل الزيادة في مد الاوكران باسلحة نوعية و الحديث يدور خاصة حول الدبابات (دبابات ابرامز الأمريكية و لوكليرك الفرنسية و ليوبار الالمانية، و هي دبابات متطورة جدا)، و ان كان بعض المتتبعين يقولون ان الأمر مجرد تمويه، فالولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة و مدمرة لضرب العمق الروسي (و قد تمت الإشارة إلى أنه تم ضرب قاعدة روسية حيث تجثم مجموعة من الطاءرات التي تحمل القنابل النووية و إصابة بعضها، و هذا تطور خطير)، نسمع ان بوتين دعا قائد قواته المسلحة لتشغيل ساعة القيامة كما يسمونها، اي الساعة التي تعد توقيت اطلاق الصواريخ النووية، و لو أطلقت هذه الصواريخ فستكون قيامة العالم فعلا.
يبدو ان بوتين ناقم على الغرب، لانه كان السبب في إسقاط الاتحاد السوفياتي و تفكيكه، و إهانة روسيا بعد ان تم ابعادها عن الساحة الدولية و انفرد بقيادة العالم، و تهديد امنها بضم بعض جيرانها الى حلف الناتو كما فعل مع اوكرانيا، و يريد احياءه من جديد و ارجاع كل الدول التي كانت تحت لواءه، و اخذ مكانتها في العالم كقوة عظمى.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدة على تدمير روسيا كقوة و كذلك الاتحاد الاوربي كمجوعة اقتصادية و كقوة منافسة (رغم ان المجموعة تعتبر حليفة الولايات المتحدة، فإن هذه الأخيرة هي التي زجت بها في فرض العقوبات على روسيا ففقدت المزود الرئيسي لها بالغاز و بدات نشتريه بتكلفة اكبر مما كانت عليه)، لتتفرغ لمواجهة الصين التي تريد منافستها في قيادة العالم،
الولايات المتحدة تريد (و المتنفذون فيها و المؤثرون في قراراتها من ماسونية و عاءلات المتحكمة في المال: روتشيلد و روكفلر التي تسيطر على اكثر من ثلث ثروة العالم) تحطيم كل المنافسين لتنفرد بالقيادة و لسيادة الدولار، لكن الضغط الروسي و الصيني يزداد قوة، حيث فرضت روسيا على من يريد شراء الغاز الروسي ان يؤدي بالروبل الروسي، و هذا ما يدفع الولايات المتحدة إلى دعم مواصلة الحرب، و يرجح بعض المحللين تدخلها المباشر فيها لتمنع روسيا من تحقيق اهدافها المتوخاة. و لو تم ذلك، اتخذت الحرب منحى اخر، و طبعا ستكون الخسائر كارثية و قد تتفكك اوربا و تنهار اقتصاداتها.
و ستمتد تلك الاثار لتشمل باقي اركان المعمور، لان الاقتصاد العالمي مترابط و متكامل، تتبادل الدول السلع بينها بمختلف اشكالها و الوانها، و يتبادلون الخدمات بينهم، كل الدول منفتحة على غيرها.
فهل سيسير هؤلاء المجانين الذين يدبرون الامور القائمة الان الى نهاية طريقها المظلم، و هل بإمكان بعض العقلاء أن يفعلوا شيئا من اجل انقاذ البشرية من المصير الماساوي الذي ينتظرها في المستقبل القريب.