على هامش فضيحة الوزير إياه


تفجرت فضيحة مدوية عقب الإعلان عن نتائج مباراة المحاماة التي أشرفت عليها وزارة العدل، بسبب الخروقات التي شابتها، إذ تم الإعلان عن نجاح ثلاثة من أقارب الوزير، و المشرف المباشر على المباراة، الذي يشغل مدير مركزي بالوزارة، إضافة إلى بعض أبناء شخصيات معروفة في المجال السياسي كرئيس جهة فاس مكناس الذي نجح ابناه، زيادة على الحديث عن نجاح واحد فاقد للأهلية الصحية، و نجاح واحد قيل إنه لم يحضر المباراة أصلا، و غير ذلك من الخروقات التي تم تناولها من طرف وسائل الإعلام المختلفة، و مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منصة الفيسبوك.

 ينضاف إلى ما سبق، الخرجات الإعلامية غير الموفقة للوزير المعني، الشيء الذي زاد في استفزاز الشعور الجمعي للمغاربة، و خاصة منهم الذين شاركوا في المباراة المذكورة و أسرهم، و هم من تزعموا فضح كل الخروقات التي شابت تلك المباراة.

و قد وضع هذا الحدث الوزير المعني في موقف لا يحسد عليه، فقد تناولت الموضوع الفضيحة حتى وسائل إعلام أجنبية، مما أثار عليه سخط الدوائر العليا في البلاد (ذهب البعض إلى أنه جرد من مزاولة مهامه)، و رغم محاولته تقديم اعتذار و تهدئة نفوس المتضررين، إلا أن تفاعلات المشكل ما تزال في تصاعد، حيث نظم المحامون وقفة احتجاجية أمام الوزارة، مطالبين برحيل الوزير. و الأيام المقبلة، ستسفر عما ستؤول إليه تبعات القضية.

لكن، الجميع يعرف أنها ليست المرة الأولى أو عملية الغش الفريدة التي تحصل بالبلاد، بل ربما هي القاعدة التي تخيم على أغلب المباريات، و نذكر أنه مرات عديدة تم الحديث عن تسريب أسئلة الباكلوريا مثلا، كما نذكر فضيحة النقاط مقابل الجنس، و غير ذلك.

و ليس هذا القطاع أو المجال الوحيد الذي يعرف الغش، بل الغش لحق كل مجالات حياتنا و تعاملات بعضنا مع بعض.. 

فالبيع و الشراء في السلع بكل أنواعها لا تخلو من غش في جودتها أو نوعها أو ثمنها، و كم من موظف يستغل نفوذه الوظيفي لتحقيق مآرب خاصة على حساب الغير، و كم من أساليب في الغش و التدليس أدت إلى انتزاع ممتلكات الغير، و ابتزاز المرضى في المصحات الخاصة بادعاء وجود مرض معين في حاجة إلى تدخل جراحي، و الواقع أن الأمر لا يستدعي ذلك، إنما ضعاف النفوس و بريق الدراهم يغريهم بادعاء غير الموجود. و الأمثلة على ذلك في كل المجالات.

إن المشكل، مشكل أزمة قيم، و ضعف الوازع الديني، و غياب الضمير، و عدم تطبيق القانون بصرامة، فقد قيل "يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، فلو طبق القانون ضد كل من تسول له نفسه الغش في أي شيء مهما يكن، لارتدع قبل أن يهم بالغش، و لكن عندما تحصل التدخلات و تشغل الهواتف، و هذا "ديالنا"، و "غير الله يسامح"، و "راه ما يعاودش" و غير ذلك، يتميع الوضع و يصبح الغش وسيلة مباحة.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-