الكابران شاف يقبل قبعة حارس فرنسا


قالت فرنسا ان المغرب ليس فيه حقوق انسان، او ليس فيه احترام لحقوق الانسان، و تحرض نواب الدول الأوربية على ترديد نفس الكلام فيتبعوها كالببغاوات.. يا ليتها قالها غيرك يا فرنسا، أما أنت فلا يحق لك ان تتكلمي عما يسمى بحقوق الانسان، فتاريخك الاسود الملكه بدماء الابرياء يجعلك من اكبر اعداء الانسان.

الصورة أعلاه تمثل نفق تحت الارض بمدينة الانوار العاصمة الفرنسية باريس، مليء بعشرات الآلاف من العظام و الجماجم البشرية، قيل انها تعود لشهداء الجزاءر ابان حرب التحرير.

هذه فرنسا: الاخاء و العدالة و المساواة، حسب الشعار الذي ترفعه الجمهورية الفرنسية.

هذه فرنسا الثقافة و الانوار التقدم و الديمقراطية..

فهل هناك وحشية اكثر من هذه الوحشية، حيث ياخذ القاتل جثة قتيله، و يسلخ الهيكل العظمي و يجرده من الجلد و اللحم بكل برودة، و يدع العظام و الجماجم تحت أشعة الشمس لتجف، ثم ياخذها و يرتبها بعناية داخل الدهاليز تحت ارضية، بعاصمة الدولة، و اكثر من هذا، فإن هناك معرضا مفتوحا أمام الزوار، يضم مءات جماجم لمجاهدين جزائريين سقطوا مع جيش المحتل الفرنسي.

لكن الغريب في الامر، هو أن نجد الان النظام العسكري بالجزاءر، يتامر و ينسق مع فرنسا ضد المغرب، البلد الاول الذي ناصر الثورة الجزاءرية، و مدها بكل ما تحتاجه من مال و سلاح، بل أن دماء مغربية سالت فوق التراب الجزائري، و ذلك حين قامت فرنسا الان و بكل وقاحة، تحث عصابات البوليزاريو الإرهابية على القيام بعمليات ضد المغرب، فهل هذه هي فرنسا التي تدعي انها تحارب الارهاب؟ 

لقد كشف نظام العسكر في الجزاءر عن هويته الاصلية، انه حارس فرنسا في الجزاءر، و خادمها في المنطقة، فهو يقدم الجزاءر لفرنسا كهدية، و هو يحول دون قيام المغرب العربي كمنظمة إقليمية توحد بين شعوبها، و تعمل على تحقيق امالها في التقدم و التنمية التي تنشدها، و تكون قاطرة لتحرير افريقيا من التبعية للمستعمر الفرنسي خاصة، و لا نستغرب هذا، حين نعرف أن الكابرانات كانوا ضباطا في الجيش الفرنسي، و لكنها حين علمت بدنو خروجها من الجزائر، زرعتهم في صفوف جيش التحرير، حتى تمكنوا من السيطرة على مقاليد الأمور بالبلاد، فخدموا مصالح فرنسا اكثر من مصالح الشعب الجزائري.

و لعل الزيارة الأخيرة للكابران شاف (شين الريحة) الى فرنسا، و الهدية الرمزية التي قدمها رءيس الوزراء الفرنسي اليه (قبعة حارس من الحرس الجمهوري)، و تقبلها بصدر رحب اما بمنطق الواقع، او للغباء الذي يتمتع به مثل هؤلاء القادة.

من يهن يسهل الهوان عليه         ما لجرح بميت ايلام

فرنسا تريد لي ذراع المغرب لانه لم يمتثل لامرها بخصوص بعض الامور، فارادت ان تربيه كما بدا لها، لكن ربما لم تدرك بعد، ان الامور قد تغيرت في المغرب و في فرنسا نفسها و في العالم، و ام مغرب اليوم ليس هو مغرب الامس، فما كان منها الا أن تتلقى صفعات من كف المغرب ربما قد يفقدها صوابها بعض الوقت، و ان قيادة المغرب (قادرة ان تقول لا) ليس هي قيادة الكابرانات الذين ما زالوا يقدمون التحية العسكرية واقفين مستقيمين و الأيدي متدلية متصلبة نحو الاسفل كما يفعل العسكري امام قاءده.. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-