مناسبة هذا العنوان هو الموقف الذي اتخذته الجامعة الملكية المغربية حول مشاركة المنتخب المغربي للمحليين في "الشان"، (البطولة الإفريقية لمنتخبات المحليين) المزمع تنظيمها بالجزائر مابين 13 يناير و 4 فبراير 2023، و ذلك على إثر الموقف الجزائري المتصلب اتجاه دخول طائرة الخطوط الملكية المغربية إلى الجزائر عبر الحدود المشتركة (و هذا شرط سبق للسلطات المغربية المعنية أن اشترطته على البلد المنظم) ، عوض رحلتها من المغرب إلى تونس أو إيطاليا، بعدها دخول الأجواء الجزائرية و الهبوط في مطار قسنطينة، حيث ستقام أطوار البطولة.
إلا أن رد الجزائر كان مخيبا للآمال (مع العلم أن هذا الرد قد تتمخض عنه عقوبات ضدها)، حيث أصرت على ألا تمر الطائرة المغربية عبر الحدود المشتركة، بدعوى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، و غلق الأجواء الجزائرية في وجه الطيران المغربي، و بذلك سيحرم المنتخب المغربي من الدفاع عن كأس البطولة الذي في حوزته، الذي فاز به خلال الدورة السابقة.
فلماذا هذا التعنت الجزائري اتجاه المغرب على الأقل، بمناسبة هذا اللقاء الرياضي الصرف، البعيد عن السياسة و حساباتها و توتراتها و خصوماتها؟. و ماذا كانت ستخسر لو سمحت للطائرة المغربية أن تهبط مباشرة في مطار المدينة التي ستقام بها مباريات البطولة؟ ام هو مجرد تعنت لتظهر لشعبها أنها صارمة اتجاه المغرب، و لن يلوي ذراعها مهما كان الأمر..
و الشيء بالشيء يذكر، فقد تعرض المغرب لعقوبة من طرف الفيفا سنة 1959 بسبب استقباله المنتخب الجزائري آنذاك، غير المعترف به دوليا، لأن الجزائر كانت ما تزال تحت نير الاستعمار الفرنسي البغيض، و ذلك من أجل المشاركة في بطولة إفريقية كانت قد جرت على الأراضي المغربية. ضحى المغرب بمصالحه إرضاء و مساندة للثورة الجزائرية الساعية للاستقلال.
و يكفي أن يقوم المرأ بمقارنة بسيطة بين الموقفين و السلوكين، ليتبين له أصل و معدن كل طرف، فالأخوة العربية و الإسلامية و اللغوية و الجغرافية، و أصالة المغرب، دفعته إلى استقبال الجزائر غير المعترف بها، و لؤم و نذالة كابرانات الجزائر التي أغلقوا أجواءها أمام الطائرة التي تقل منتخب المغرب المحلي..
و لذلك، صدق من قال: "اللي اخفا عليك اصله، شوف فعله".
و للإشارة فقط، قد يظن الكابرانات أنهم بفعلهم الدنيء قد أغاظوا المغرب، فلتهنأوا، لأن "الشان" إذا قورن بكأس العالم بقطر!!.. أترك الجواب لكم..