كأس العالم: تنظيم قطر

 


من قال إن دولة قطر كانت في الموعد لم يبالغ، و ذلك بمناسبة تنظيم بطولة كأس العالم في كرة القدم، و هي أول كأس تنظم في دولة عربية.

 لقد كانت في الموعد بفضل التنظيم المحكم، و توفير البنية التحتية اللازمة، بنية تحتية تمتاز بالجمال و الإتقان و اللمسة المحلية التي أضفت على المناسبة الطابع العربي الأصيل. بنية تحتية قوية شملت ملاعب إجراء المقابلات الرسمية، و ملاعب إجراء تداريب الفرق المتبارية التي يبلغ عددها اثنان و ثلاثون منتخبا، و وسائل النقل من أحسن طراز، و وسائل تواصل متطورة ضمنت نقل المباريات عبر ربوع الكرة الأرضية، و استديوهات مجهزة بآخر ما تم صناعته في المجال لفائدة الصحافيين الوافدين من مختلف بقاع الأرض، ناهيك عن الفنادق و أماكن إقامة المنتخبات و مرافقيها، و الجماهير الوافدة بعشرات الآلاف، و توفر مواد التغذية (خصوصا إذا عرفنا أن قطر بلد صغير جغرافيا و يغلب على أراضيه الطابع الصحراوي و لم يسجل تشكي أحد من نقص الطعام)، كل هذا و غيره من متطلبات تنظيم لقاء دولي من هذا المستوى.

 كانت قطر قد وفرته و لم تهمل اي جانب من جوانب القيام باللازم اتجاه تنظيم تظاهرة من هذا الحجم. و الشيء الملفت في هذه المناسبة، هو إضفاء الطابع الثقافي للدولة المنظمة على التظاهرة، رغم أن بعض الدول الغربية التي تعتبر نفسها دولا كبرى حاولت أن تفرض بعض الأمور التي تتعارض مع عقيدة و ثقافة البلد المنظم، لكن مسؤولي البلد المنظم كانوا في مستوى التحدي، و رفضوا الخضوع لإملاءات تلك الدول المتعجرفة، فردت طائرة كانت قادمة تحمل شعار اللوطيين، و ملأت شوارعها بآيات قرآنية كريمة و أحاديث نبوية شريفة، و قد انتقد هذا حتى بعض المحسوبين على العروبة و الإسلام المنبهرين بثقافة الغرب المخرومة، و استدعت الداعية الكبير د.ذاكر نايك، الذي ألقى محاضرات و أجرى نقاشات مع بعض الجماهير الوافدة، فأسلم مئات منهم، و بذلك نالت قطر أجرهم (لأن يسلم على يديك رجل خير لك مما طلعت عليه الشمس، كما قال الرسول ص).

 و رغم تحامل بعض وسائل الإعلام الغربية الفرنسية و الألمانية و الإنجليزية خاصة، و اتهامها قطر بعدم احترام حقوق الإنسان تلك الأسطوانة المشروخة التي يحاول أن يظهر الغرب بها كالحمل الوديع، و نسي أنه مصدر عديد من الشرور التي أصابت الإنسانية، لكن قطر لم ترضخ و عرضت الوجه المشرف للحضارة العربية الإسلامية، و قد عبر كثير من السياح الزائرين لتشجيع منتخب بلادهم، عن إعجابهم بأصالة و طيبوبة الشعب القطري، و كرمه حيث استقبل بعض أهل قطر في بيوتهم بعض أولئك الزوار، و أدركوا أن الصورة التي يروج لها الإعلام الغربي من أجل تشويه سمعة العربي المسلم لدى الإنسان الغربي، صورة مغلوطة لا تمثل الحقيقة، و عبر بعض هؤلاء عن هذه الحقيقة بكل صراحة و حرية، كما عبر بعضهم عن شعوره بالراحة حين أمضى ليالي دون احتساء كؤوس البيرة أو الخمر، و فرحوا بالتحرر منها طيلة مقامهم بقطر.

 فهنيئا لقطر بحسن تنظيم تظاهرة كبيرة من حجم كاس العالم، و بإعطاء صورة مشرفة عن الحضارة العربية الإسلامية و بعض قيمها الإنسانية الرائعة.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-