سطوع نجم المنتخب المغربي بقطر


سيبقى كأس العالم بقطر خلال شهري نونبر و دجنبر من سنة 2022، علامة مميزة في تاريخ هذه التظاهرة الرياضية العالمية الخاصة بكرة القدم، ذلك بأنها أول دورة تنظم بدولة عربية إسلامية، حيث أضفت عليها قطر معالم الثقافة و القيم الإسلامية، و ربما لو نظم في دولة عربية أخرى (دون ذكر مثال على ذلك)، لما استطاعت أن تفعل ذلك، إما استجابة لمتطلبات المنتخبات المشاركة، و قد رأينا الحملة الشرسة التي تعرضت لها من وسائل إعلام بعض الدول الأوربية خاصة في ألمانيا و فرنسا، التي شككت في قدرة قطر على على إنجاح هذه التظاهرة العالمية، و شجبهم ما أسموه بالتعدي على الحريات الفردية حين منعوا حمل شارة اللوطيين، و منع ترويج الخمور و كل المسكرات.

أو تحت ضغوطات جمعيات المجتمع المدني التي تزعم أنها داعمة لما يسمى حقوق الإنسان.

 و لأنها الدورة التي ستشهد أول منتخب عربي سيحقق إنجازا لم يسبق لأي منتخب عربي أو إفريقي إنجازه، و هو المنتخب المغربي الذي ظهر بمستوى المنتخبات الكبرى، لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية، حيث أقصيت على يديه منتخبات قوية كانت مرشحة للنهائيات كبلجيكا و إسبانيا و البرتغال بنجومها المشهورين عالميا. 

و كان باستطاعة المنتخب المغربي أن يبلغ نهائي الدورة، لكن المذبحة التحكيمية التي عرفتها مباراة المغرب فرنسا، التي أدارها الحكم المكسيكي كما يعرف الجميع، و التي انتابتها سلوكات أقل ما يقال عنها إنها لا تمت للرياضة بشكل من الأشكال، حيث قام الرئيس الفرنسي كما تناقلت وسائل الإعلام، بممارسة ضغوطات سافرة من أجل عدم فوز المغرب، و مروره إلى المقابلة النهائية.

 و تمت الإشارة من طرف البعض، إلى أن الفيفا نفسها لم ترغب خروج منتخبات النجوم (رونالدو و أقرانه) على يد الفريق المغربي، لأنهم هم من يرفع عدد المتفرجين و المشاهدين، و ذلك أهم مصدر من مصادر الدخل لديها.

 لكن لماذا فرنسا بالذات التي تزعمت عملية إقصاء الفريق المغربي، إن ذلك لعدة اسباب أهمها:

 - أن فرنسا دولة صليبية بامتياز، و استعمارية من الطراز الأول، و عنصرية حتى النخاع، و تبعا لذلك فإنها لا ترغب أن ترى دولة عالم ثالثية تنافسها في تظاهرة دولية من هذا المستوى،

- أن المغرب بلد عربي إسلامي إفريقي لا يمكن أن يحظى بهذا الشرف و يلتحق بالدول الحائزة على كاس العالم، لأن ذلك سيشجع باقي الدول العربية و الإفريقية على الحذو حذوه، و سيرفع من التعلق العاطفي بالمغرب عربيا و إفرقيا، و هذا ما لا تسمح به الدول الكبرى و على رأسها فرنسا، التي تعمل جاهدة لبقاء هؤلاء متفرقين مشتتين حتى يسهل التحكم فيهم،

 - واد الحلم و الفرحة لدى العرب و المسلمين و الأفارقة، الذين عبروا عن فرحتهم و ابتهاجهم بما حققه المنتخب المغربي، و التفوا حوله، فكانت صور الجماهير بأغلب العواصم العربية و الإفريقية المشجعة للفريق المغربي، تغيظ فرنسا و أمثالها، فكان ذلك التدخل السافر لوأد تلك الفرحة،

 - حمل راية فلسطين التي كانت (الدول الغربية الاستعمارية) تظن أن المشكلة قد نسيت لدى الشعوب، إلا أن الجماهير المغربية في كل مباراة كانوا يحملون الراية الفلسطينية و يرددون الشعارات المطالبة بتحريرها، مما أثار عواطف الفلسطينيين و كل العرب و المسلمين،

- منافسة المغرب لفرنسا في افريقيا، و إن فاز، فستنمو عاطفة الأفارقة نحو المغرب، خصوصا و أن العداء ينمو عند الأفارقة تجاه فرنسا الاستعمارية التي سلبتهم خيراتهم، و سيلتفون حول المغرب الإفريقي، الذي أصبح يتغلغل في إفريقيا و يزاحم فرنسا في أسواقها و اقتصادها.

هكذا يظهر أن الغرب لا يفوت فرصة، و لا يترك شاذة و لا فاذة إلا و استغلها لنفسه، و سخرها ضد خصومه، حتى و لو كانت مباراة رياضية في كرة القدم، 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-