امبابي ينفجر

 


مرة أخرى تعبر فرنسا عن وجهها العنصري المقيت، فبعد أن خسرت كأس العالم أمام منتخب الأرجنتين، صبت وسائل الإعلام الفرنسية جام غضبها على لاعبي المنتخب الفرنسي ذووا الاصول الإفريقية، و كذا الشعب الفرنسي من خلال التعليقات العنصرية و السب و الشتم في حق هؤلاء على صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، مما اضطر معه هؤلاء إلى تعطيل خاصية السماح بالتعليق على صفحاتهم الشخصية.

و نسي الفرنسيون، و لم يشفعوا للاعبيهم الإفريقيين، أن فرنسا سبق لها أن ظفرت بكأس العالم مرتين بفضل أقدام هؤلاء الأفارقة، و نسوا كذلك أن وصولهم إلى ما وصلوا إليه، كان بأساليب ملتوية، استخدمت فيها كل الوسائل الخبيثة و الماكرة التي لا علاقة لها بالرياضة، و هذا ليس غريبا على دولة منذ أكثر من قرنين و هي تمارس النهب و السرقة بحق الشعوب المستضعفة، و بنت ثرواتها و مجدها على حساب تعاسة الأفارقة.

لقد عبر اللاعب الفرنسي من أصل إفريقي كليان مبابي في ندوة صحفية عن امتعاضه مما تعرض له اللاعبون الفرنسيون من أصل افريقي من تنمر، و من عنصرية من طرف المدرب الفرنسي المشهور بعنصريته، و من وسائل الإعلام و الشعب الفرنسي، الذين طلبوا منهم العودة إلى أدغالهم ليشربوا من بركهم الآسنة، لأنهم لا يستحقوا الجنسية الفرنسية، و أنهم مجرد مهاجرين غير شرعيين، لأنهم خذلوا فرنسا "العظيمة"، و زاد قائلا إنهم لا يشعرون بحلاوة الانتصار، لأنهم بعيدون عن أوطانهم و شعوبهم الأصلية (خير مثال المنتخب المغربي و كيف تم استقباله من طرف الملك و الشعب، لمجرد المستوى المتميز الذي ظهر به، و النتيجة المتقدمة التي حصل عليها).

يقول مثل مصري شهير "اللي خرج من دارو، يقل مقدارو"، لا قيمة للإنسان إلا وسط أهله و دياره، مهما وقع، مصداقا لقول الشاعر: 

بلادي و إن جارت علي، عزيزة       و أهلي و إن ضنوا علي، كرام  

خاصة إذا كان البلد الحاضن هو فرنسا (و إن كان كل الغرب له موقف واحد اتجاه السود خاصة، و لنا في الولايات المتحدة خير مثال حيث قتل السود مسألة عادية)، التي ترفع شعار "المساواة، العدالة، الإخاء"، و الواقع يبين أنه مجرد كلام فارغ للتمويه فقط، فالكل يذكر أثناء بداية الحديث عن إنتاج لقاح مضاد لكوفيد 19، حيث اقترح أطباء (يا حسرة) فرنسيون بكل وقاحة، مطالبين بتجريب التلقيح في بعض الشعوب الإفريقية (فالأفارقة عندهم مجرد فئران تجارب).

لكن في المقابل صرح امبابي أب كليان أنه تقدم لأحد مسؤولي الجامعة الكاميرونية كي يسمح لابنه اللعب مع منتخب الكاميرون، فطلب منه هذا الأخير رشوة ضخمة، الشيء الذي دفعه إلى أن يسمح لابنه اللعب للمنتخب الفرنسي.

هكذا يتبين أن الفساد عائق كبير أمام استثمار دول العالم الثالث إمكانياتها البشرية و المادية، الشيء الذي يدفعها إلى البحث عن فرص مواتية في بلاد المهجر.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-