تعتبر الرياضة نشاطا ضرويا ينبغي للإنسان الواعي أن يمارسه بانتظام، لما له من
آثار إيجابية على الصحة البدنية و النفسية..
فمن حيث البدن، فإن الرياضة تقوي العضلات و تكسبها صلابة، و تذيب الزائد من الكلوريات و الدهون في الجسم، و تكسبه خفة و رشاقة تجعله دائم الحيوية و النشاط.
و من حيث الجانب النفسي، فقد أكد العلماء أن ممارسة الرياضة تؤدي إلى إفراز المخ بعض المواد الكيماوية في جسد الرياضي، منها:
- الأندروفين: يشعر بفضلها الرياضي بنوع من السعادة و الانشراح عقب ممارسته
الرياضة المفضلة، و يجنبه الشعور بالألم الناتج عن مشقة التمارين الرياضية،
- الإستروجين: مادة مسؤولة عن ما إذا كان الجسم سيستمد طاقته من الكربوهيدرات أو
من الدهون خلال ممارسة التمارين الرياضية؛
- السيروتونين: مادة كيميائيّة مسؤولة عن الشّعور بالسعادة، و تؤدي إلى النّوم المريح، والشهيّة الصحيّة للطعام، فإنّ المزيد من السيروتونين يمنح كمية أكبر من الطاقة و يصفي الذهن..
و الرياضة نوعان، فهناك رياضة العامة، و هي التي يمارسها عامة الناس حسب ميول كل واحد، و طاقة تحمله، و بالقدر الذي يستطيع، و في الوقت الذي يختار.
و هناك رياضة الخاصة، أي الأبطال الذين يطمحون إلى البروز في رياضة معينة، يميلون إليها أكثر من غيرها، و يبذلون فيها الجهد الكبير ليكونوا من المتفوقين البارزين على كل المستويات الوطنية و القارية و العالمية..
و هؤلاء يمارسون رياضتهم إن صح التعبير، بقدر كبير من الاحترافية، و يخضعون
لتداريب مكثفة، و يبلورون برامج خاصة للتغذية الصحية و ساعات للراحة و النوم
محددة، و يستخدمون البحث العلمي للرفع من قدراتهم البدنية و استثمار كل طاقاتها،
ليحققوا أرقام قياسية مثل ما هو الأمر في ألعاب القوى و غيرها من الألعاب.
و نظرا لأهمية الرياضة كما
تبين، فإن ممارستها بالقدر المستطاع، شيء مرغوب محبب لما فيه من نفع على البدن و
النفس كما سلف القول، و معروف أن الأطباء ينصحون كافة الناس بممارستها، و لو عن طريق تخصيص فترة من الزمن (نصف ساعة على الأقل يوميا)، فإن ذلك مهم لصحة الجسم و راحة النفس، خصوصا و أن الحياة المعاصرة غلب عليها القلق و التوتر و السرعة و تراكم ضغوطات الحياة، و ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على التقليل و الحد من الآثار السلبية لكل ذلك.